لم أكن أتخيل ان يمر الزمان ولا تزال صورة أكتوبر مطبوعة فوق الأفئدة والأبصار ...فؤاد حجازي , محمد خليل ,سمير الفيل , عبد العزيز اسماعيل ...أربعة نماذج عاشت لتحكي تجربة الحرب والهزيمة والعبور ..تري كيف كان أكتوبر في إبداعاتهم؟

هذا ما عشناه ما يقرب من الساعتين من الحكي والتواصل في مكتبة مبارك العامة بالمنصورة...حضر اللقاء الأستاذة نبيلة عبد النبي مديرة المكتبة ولفيف من المبدعين والمهتمين بالحركة الثقافية بالدقهلية.

يقول حجازي ) أن معظم من كتبوا عن حرب أكتوبر كان الجيل الجديد في الكتابة ، أقول معظم لأن الكتاب المتحققين في الساحة الأدبية كجمال الغيطاني والقعيد كتبوا فلم يعطهم النقاد اهتماماً كبيراً ولم يوجهوهم التوجيه الصحيح .
أن النقد الموجه لهذه الأعمال كان نقداً تشجيعياً في الغالب فلم يستفيد الكاتب منه .
() تدخل المؤسسة الرسمية بدعمها لهذه الأعمال عبر تقديم جوائز ونشر هذه العمال في سلسلة " أدب الحرب " ، إن تدخل المؤسسة الرسمية أو الحكومية جعل الكتابة عن أكتوبر كتابة مناسبات ، تعلن مسابقة في القصة القصيرة مثلا ،موضوعها حرب أكتوبر وشروطها كذا وكذا ، وكلكم يعلم ما يحدث في هذه المسابقات من مجاملات ومصالح ومنافع وغيرها من أشياء تعلمونها أكثر مني ، لذلك لا داع لذكرها هنا ، لكن المحصلة كتابة هزيلة .
أخيراً اللغط الذي أثير حول حرب أكتوبر نفسها ، وقد كثُر هذا اللغط بعد معاهدة السلام مع إسرائيل ، فقيل أن الحرب أجهضت وأن النصر منقوص ، لكل هذا التبس علي المبدعين العرب والمصريين تقويم ما حدث في أكتوبر ، ومن ثم أحجموا عن الكتابة ، لهذا سيلاحظ أن ما كتب عن حرب أكتوبر في السنوات العشر الأولى بعدها أكثر بكثير مما كتب في السنوات العشرين الأخيرة ، ونحن الآن بعدسبعة و ثلاثين عاماً من الحرب نجد أيضاً أن معظم الأعمال كتب في السبعينيات وأوائل الثمانينيات., شارك في الندوة محمدخليل وسمير الفيل وعبد العزيز اسماعيل ودارت محاور الندوة حول اهمية الحرب في تاريخ مصر المعاصر وحكي المبدعون كيف عاش الاسرائيليون الهزيمة وكيف ظهرت
..........

وثائق سرية توضح حجم الهزيمة التى تعرض لها الكيان الصهيوني ويعتقد أنه يوجد الكثير منها لأحداث مشابهة لكنها ما زالت طي الكتمان أو يمنع نشرها

ومن أبرز تلك الوثائق ، أن موشيه دايان اعترف بأنه أخطأ تقدير قوة المصريين والسوريين كما أنه قرر الانسحاب من الجولان فى ثانى أيام حرب أكتوبر تحت وطأة الهجوم السورى .

هذا بالإضافة إلى أن الوثائق المسربة تضمنت أيضا أن عشرات الجنود الإسرائيليين قتلوا وأصيبوا "بنيران صديقة" ، كما أن المخابرات المصرية اخترقت الحكومة الإسرائيلية ودست معلومات مضللة على جولدا مائير وأعدت أيضا كتابا يحتوى على أسماء وصور كل الضباط الذين كانوا يخدمون بجيش الاحتلال الإسرائيلي بدءا من رئيس الأركان حتى رتبة رائد ووزعته على خطوط الجبهة ، وبجانب الأسرار المثيرة السابقة ، فإن هناك أيضا اعترافات أكثر إثارة للمسئولين الإسرائيليين حول حقيقة ما حدث في أكتوبر.

نمر من ورق

الجندى المصرى نقل المعركة إلى مواقع العدو
والبداية مع الوثائق السرية التي نشرتها صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية عشية الذكرى الـ 37 لحرب أكتوبر والتي تضمنت محاضر مداولات "سرية جداً" بين رئيسة الحكومة حينئذ جولدا مائير ووزير الحرب آنذاك موشيه دايان في 7 أكتوبر 1973 أي بعد يوم من اندلاع الحرب.

ووفقا للمحاضر السابقة ، فإن دايان توقع أن يهزأ العالم بإسرائيل كـ "نمر من ورق" جراء عدم صمودها أمام الهجوم العربي الأول رغم تفوقها النوعي ، وكان رد مائير "لا أفهم أمراً ، لقد ظننت أنكم ستبدأون بضربهم لحظة يجتازون القناة ، ماذا جرى؟" ، وأجاب دايان " دباباتنا ضربت وطائراتنا لا يمكنها الاقتراب بسبب الصواريخ فهناك ألف مدفع مصري سمحت للدبابات بالعبور ومنعتنا من الاقتراب ، هذا نتاج ثلاث سنوات من الاستعدادات".

ورغم أنه تحدث في هذا الصدد عن المواقع العسكرية الإسرائليية التي تتساقط واحداً تلو الآخر في سيناء والجولان ، إلا أن أبرز ما طالب به دايان خلال اجتماعه مع مائير هو السماح بالتخلي عن الجنود الإسرائيليين المصابين في أرض المعركة ، قائلا :" في الأماكن التي يمكن فيها الإخلاء سنخلي ، أما في الأماكن التي لا يمكننا الإخلاء سنبقي المصابين ، ومن يصل منهم يصل ، وإذا قرروا الاستسلام ، فليستسلموا".